خسائر مايكروسوفت بعد احتجاج المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد: بين تداعيات السمعة وحركات المقاطعة
لم تُفصح شركة مايكروسوفت عن أرقام محددة تُوضح حجم الخسائر المالية المباشرة الناتجة عن احتجاج المهندسة المغربية **ابتهال أبو السعد**، إلا أن الواقعة أثارت تداعيات كبيرة على مستوى السمعة ودفعت إلى حملات مقاطعة ودعوات لإعادة النظر في شراكات استراتيجية، خاصة في العالم العربي. إليك أبرز النقاط حول التداعيات المحتملة:
تأثيرات على السمعة العالمية للشركة
أصبحت قضية ابتهال أبو السعد **تريندًا عالميًّا** على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشر مقطع احتجاجها داخل فعالية الذكرى الـ50 لـمايكروسوفت بشكل واسع، مما سلط الضوء على اتهامات للشركة بـ"التواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان" عبر تزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في غزة .
- اتهمت ابتهال الشركة بدعم "الإبادة الجماعية" عبر توريد أنظمة مثل **Microsoft Azure** وخدمات الحوسبة السحابية لإسرائيل، وهو ما نفته مايكروسوفت علنًا لكنه أثار غضب الرأي العام .
- وصفت وسائل إعلام دولية الحدث بأنه "فضيحة أخلاقية" تعكس تناقضًا بين شعارات الشركة حول "الذكاء الاصطناعي المسؤول" وممارساتها الفعلية .
دعوات مقاطعة وردود فعل مؤسسية
- في المغرب والعالم العربي، دعت مجموعات حقوقية وأكاديميون إلى **مقاطعة منتجات مايكروسوفت**، حيث أعلن بعض الأساتذة التخلي عن الشهادات المهنية الصادرة عن الشركة، وطالبوا بإلغاء الشراكة بين وزارة التربية المغربية ومايكروسوفت، التي توفر برامج مثل "أوفيس 365" للمدارس .
- أطلقت حملات تحت هاشتاغات مثل **#مقاطعة_مايكروسوفت**، وارتفعت الدعوات لاعتماد بدائل تكنولوجية "محايدة أخلاقيًّا" .
- من ناحية أخرى، تدخل رجل أعمال كويتي (**عبدالله الدبوس**) لعرض وظيفة على ابتهال أبو السعد بعد فصلها، في خطوة رمزية لدعم موقفها .
تداعيات داخلية: فصل موظفين وإضرابات
- لم تقتصر الخسائر على السمعة، بل شملت **فصل ابتهال وزميلتها فانيا أغراوال** من العمل فور احتجاجهما، وفقًا لوثائق داخلية أشارت إلى "سوء سلوك متعمد" .
- كشفت ابتهال في رسالة جماعية لموظفي مايكروسوفت عن وجود "قمع للمعارضة الداخلية"، حيث تم فصل موظفين سابقًا لتنظيم وقفات احتجاجية، مما أثار تساؤلات حول سياسات الشركة في التعامل مع الحريات الوظيفية .
- تُشبه الواقعة أحداثًا سابقة في شركات مثل **غوغل**، التي فصلت موظفين عام 2024 لاحتجاجهم على عقد "مشروع نيمبوس" مع إسرائيل .
خسائر محتملة في العقود الحكومية
رغم عدم الإعلان عن إلغاء عقود مباشرة، فإن الضغط المتزايد قد يؤثر على **الشراكات الاستراتيجية**، خاصة في الدول العربية التي تُعد سوقًا مهمًّا لخدمات مايكروسوفت السحابية.
- على سبيل المثال، أبرمت مايكروسوفت عقدًا مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة **133 مليون دولار** لتخزين البيانات العسكرية عبر "أزور"، وهو ما قد يتعرض لمراجعة في ظل الاحتجاجات .
- يُشار إلى أن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الشركة تضاعف بنسبة **200 مرة** منذ عام 2023، وفقًا لرسالة ابتهال الداخلية .
تأثيرات طويلة الأمد على ثقة المستخدمين
قد تواجه مايكروسوفت تحديات في **استعادة الثقة**، خاصة بين:
- **المجتمعات العربية والإسلامية**: التي رأت في احتجاج ابتهال تعبيرًا عن موقف أخلاقي يدين التواطؤ مع الاحتلال.
- **الموظفين داخل الشركة**: حيث كشفت الواقعة عن توترات بين السياسات التجارية والقيم الإنسانية، مما قد يؤثر على جذب الكفاءات المستقبلية .
الخلاصة: بين الأخلاقيات والأرباح
في حين أن الخسائر المالية الفورية غير مُعلنة، فإن تداعيات قضية ابتهال أبو السعد تعكس **صراعًا عالميًّا** بين مصالح الشركات التكنولوجية والمساءلة الأخلاقية. قد تدفع هذه الواقعة مايكروسوفت إلى مراجعة سياساتها، خاصة في التعامل مع الحكومات المتورطة في نزاعات، لتجنب مخاطر أكبر على سمعتها وأسواقها المستقبلية.
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر تعليق.